خدمات التجميل
|
2 Jul 2025
حتى يصبح الجمال لغة للروح والهوية
الفن البصري الحرفي ليس مجرد أشكال وألوان، بل هو وسيلة الإنسان الاولى للتعبير عن نفسه، عن مشاعره وأفكاره، وعن رؤيته للعالم ولذاته .
وعندما أتحدث عن المكياج أو الازياء فأنا أميزهما عن أنواع الفنون الأخرى، لأنهما يتجسدان على البشر انفسهم،
لأنهما حيين متغيرين، ينبضان بالحياة مع كل وجه أو جسد يلامسانه
فالمجالات الجمالية البشرية، مهمتها لاتنحصر فقط في جاذبيتها البصرية،
بل هي أداة للتعبير، والتمكين، ولرؤية كل فرد لنفسه بتعريفه الخاص، فالتأثير له يتجاوز الزينة السطحية، ليصل للقلب 🤍
إلى الهوية، وإلى الثقة بالنفس، مما يجعلها أحد أكثر أشكال الفن إنسانية، وتأثيرا على جودة الحياة،
حيث يغير كيفية تفاعل الشخص مع نفسه، ومع العالم حوله
في عصر الضغوط اليومية، وتعدد الأدوار للمرأة، بات الجمال جزءا من روتين العافية النفسية،
فاختيار الملابس وتنسيقها بجمال صباحا، والوقوف امام المرآة، واختيار الاكسسوار واحمر الشفاه، كلها تفاصيل تصنع فرقا في شعور المرأة بنفسها
وفقا لإحدى الدراسات:
إن ممارسة طقوس الجمال يزيد من إنتاج هرمون الدوبامين" هرمون السعادة" مما يعني ان الجمال ليس فقط رفاهية، بل جزء أساسي من اسلوب حياة متوازن وصحي، هذا على المستوى العام.
أما على المستوى الخاص لخبيرات التجميل والمصممات:
فهو مساحة تنفس روحية، تأمل وصنع للجمال، انغماس وتركيز متصل، يعيدون من خلاله تشكيل الابداع أو الاضافة إليه،
يهذب النفس والعين، يسمو بهما، ويمتعهما .
ولكن على مستوى الجانب المظلم منه،
أدى الهوس بالمعايير الجمالية المتكررة
لخلق جيل من المؤثرين وخبراء التجميل، الذين كانوا سفراء لهذه المعايير المستنسخة، التي تجعل الجمال موحدا مقيدا كأنه قالب خرج من آلة طباعة لاروح لها، ولا هوية .
فنجد تكرار نفس الملامح والالوان على جميع الوجوه، الحواجب الممتدة، الشفاه الممتلئة، والعيون الممدودة برسم موحد، ولون البشرة الأصفر، دون أي اعتبار لهوية الملامح، وشخصية صاحبتها الفريدة،
النتيجة :
وجوه متناسخة، بلا شخصية، بلا فرادة، بلا ابداع حقيقي
مشكلتي مع هذا النمط،
1. أنه يجعل الجمال مستنسخاً
متوقعاً، مقيداً، كأنه قناع تنكري يخفي تحته الفرادة والهوية والشخصية، يحول الفن إلى صناعة، والموهبة لمجرد مهارة تقنية، تفقد جوهرها الابداعي الفني " الصحي "
2. كما أنها تشكل ضغطا اسلوبيا على الفنانات الحقيقيات
وتضطرهن لمجاراة هذا النمط المشوه للجمال خوفا من فقد حصتهن السوقية، وعزوف العميلات عنهن، مايجعلنا نخسر المزيد من الامكانات الابداعية ، والاختلاف الجميل، في طاحونة الصوت الاقوى، بينما لو قدر لهن التواجد في مكان صحي يحتفي بفرادة الجمال الشخصي، ويقدراللمسة الابداعية، لأصبحن قادة في هذا المجال
صناعة الجمال هي الفن الأكثر انسانية،
فإذا كانت الفنون التقليدية تخاطب العين والعقل،
فإن المكياج والازياء يخاطبان القلب والروح كذلك
لكنهما لا يكونان فنا حقيقيًا إلا عندما يصنعان بحب وشغف، بروح فنانة ترى في كل وجه قصة مختلفة، وفرصة تأملية إبداعية
وليس مجرد مساحة فارغة لتكرار صيحات الموضة.
التجميل والازياء عندما يكون أحدهما فنا حقيقيًا، كوسيلة لإبراز تفرد الإنسان، لا طمسه في قوالب مستنسخة. فهو ليس مجرد زينة أو كماليات شكلية، بل رسالة حب للذات واحتفاء بالجمال الخاص الذي يميز كل فرد عن غيره.
هما أحد أكثر أشكال الجمال حضورًا وتأثيرًا في حياتنا اليومية، لكن بشرط أن يُستعملا كفن، لا كنسخة مكررة.