متى أترك وظيفتي لأتفرغ لعملي في قطاع التجميل والأزياء؟

هو أكثر سؤال وردني ممن عملت معهن في توجيه الأعمال، عندما نصل لنقطة التركيز على الحرفة او المشروع والهوس الذي يجب أن يكون لديهن في رعاية البزنس الجديد .

بداية جواب ذلك يختلف حسب الوضع الخاص، ولكن سأجيب بالمجمل هنا وسيكون عاما لا مخصصا:

" الوظيفة سند جيد لك ولعملك في بداياتك " خاصة إذا كان هو دخلك الوحيد، 

فعند التأسيس تحتاجين لأكبر دافع ابداعي لتجربة مهاراتك في السوق واختباره، في هذه المرحلة لا نركز كثيرا على العائد بل نحتاج للاستثمار أكثر في مشروعنا الوليد، بالاضافة لتأمين احتياجنا المعتاد في الحياة، 

قلة الموارد في البدايات هي السبب الاساسي في إغلاق الكثير من المشاريع وفشلها

وأما عن الفنانات الحرفيات فهو أكثر مايسبب البلوك الابداعي، فتنصرف عنهم حالة التدفق ويرتبك عملهم، بسبب تفكيرهم وتركيزهم على تحقيق العائد المجزي من البداية، وتكون للخسارات وقع أشد عليهم،

بالنهاية يتوقف عدد كبير منهم بسبب عدم الاستمرارية، أو قلة بناء الزخم المبدئي لدخول السوق، 

فكل البزنس في هذا القطاع حتى لو كان افتراضيا، هو كأي مشروع بحاجة أساسية لتغطية " النفقات التشغيلية" وبحاجة لاحتياطي طواريء، بصرف النظر عن حجمه قليلا كان او كثيرا، وهذا ماتغفله اكثر المشاريع للأسف .

فسنعتمد بداية على مدخول الوظيفة، لضمان حياة مستقرة تسمح بالابداع، حتى نصل لمرحلة النجاح والذي يختلف مفهومه وهدفه حسب الحالة

لكن بشكل عام انت بحاجة لاجتياز مرحلة بناء البراند بشكله الصحيح، وأن تحققي عائدا على الأقل يساوي ماكنت تحصلين عليه من الوظيفة، لمدة ثلاثة الى ستة اشهر على الأقل،

مع نظام إداري ممتاز لعلامتك الشخصية، وإدارة مالية جيدة وواضحة، تضمن لك الاستمرارية في تصعيد الربح وتطوير البزنس ( وهو ما نبنيه عادة ضمن برامجي المخصصة للخبيرات والرياديات)

فإذا وصلنا لهذه النقطة يصبح من الافضل التفرغ تماما لعملك الابداعي الجمالي، لأن التمسك بكلا الالتزامين" الوظيفة، العمل الحر " وإن كان استراتيجية ممتازة خالية من المخاطر في البداية، لكنها ليست مستدامة، ففي النهاية سيكون عليك اتخاذ قرار، والتضحية بأحدهما في سبيل الآخر، 

فالاستراتيجية الصحيحة للاتقان وبناء العمل التجاري هي تمرين تضحية، لابد لكل ريادية العبور من خلاله حتى تصل لهويتها الجديدة.